العذاري:عشنا بما يفوق امكانياتنا ولا يمكن المواصلة في هذا التمشي
اعتبر وزير التنمية والإستثمار والتعاون الدولي زياد العذاري أنّ نسبة 2.5 بالمائة نمو التي تمّ تحقيقها في الثلاثية الأولى من سنة 2018، هي نسبة مشجعة وتثبت أنّ الإقتصاد استعاد ديناميكيته وأنّ أساسياته قوية.
كما تظهر هذه النسبة تغيّر هيكلة النمو الذي أصبح يحرّكه الإستثمار والتصدير والذي يخلق مقوّمات الثروة على عكس ما كان سائدا ، وفق تصريح الوزير في ميدي شو اليوم الخميس 17 ماي 2018.
وقال إنّ النمو تحقق ليس بفعل نموّ الفلاحة فقط بل أيضا بفضل الصناعات المعملية والخدمات المسوقة.
وأشار العذاري إلى ارتفاع الإستثمار الخارجي بـ 27 بالمائة وارتفاع نوايا الإستثمار في القطاعات الصناعية والخدماتية، اضافة إلى تطوّر المؤشرات السياحية وارتفاع عائداتها بـ 30 بالمائة.
وأوضح أنّه كان بالإمكان تحقيق نسبة نمو أكثر من 3 بالمائة لو أنّ قطاع الصناعات المنجمية والبترول عمل بكامل طاقته.
وأضاف بأنّ الحكومة بصدد التفاوض مع عدة مستثمرين بخصوص انجاز مشاريع بطاقة تشغيلية كبيرة.
وأشار إلى أنّ الحكومة تعمل على خلق مناخ مناسب للإستثمار وتحسينه من خلال القضاء على البيروقراطية والشروط غير الواضحة وتطويرالمنظومة التشريعية.
وشدّد على أنّ تحسين المناخ لا تتحمّل مسؤوليته الحكومة وحدها بل جميع الأطراف. وأشار في هذا الصدد إلى ما حصل في جلمة من تعطيل لربط بئر بالتيار الكهربائي. وقال إنّ هذه البئر كانت تهدف إلى ايصال الماء إلى مشروع استثماري فلاحي لتطوير الإنتاج وتصنيع المنتوجات الفلاحية وتصديرها للخارج.
وأوضح الوزير أنّ تعافي الإقتصاد يقوي الدينار، ويساهم في الترفيع في مداخيل العملة الصعبة مما يمكّن من التحكم في التضخم وتعزيز المداخيل الجبائية للدولة.
من جهة أخرى قال زياد العذاري عندما نتحدّث عن هذه الأرقام فإنّها أرقام مفيدة لتونس وليس للحكومة بقطع النظر عن من يساندها ومن يعارضها.
وقال ''عندما تنجح بلادنا بالتأكيد أنّ للحكومة دور في ذلك''، مشيرا في السياق ذاته أنّ هذا لا يعني أنّ الحكومة راضية عن أدائها وأنّها تحاول أن تحقق نتائج أفضل.
وحول دعوة اتحاد الشغل إلى ضرورة تغيير تركيبة الحكومة، قال العذاري : ''المشكلة لا تتعلّق بأشخاص بل إنّ النظام يجب أن يتغيّر وأن تكون له خريطة واضحة''.
وتابع ''لا يمكن المواصلة في المنوال الاقتصادي نفسه، يجب أن يكون المنوال الإقتصادي مبني على الإستثمار''، مشدّدا على ضرورة القيام بالإصلاحات الضرورية وعدم تأجيلها مجددا.
ولاحظ في هذا السياق قائلا: ''عشنا بأكثر من امكانياتنا لعدة سنوات ولا يمكن المواصلة في هذا التمشي''.